فيلم "فندق السعادة" ..تعرف على حكاية فاروق صبري لإنقاذ صديقه

فاروق صبري
فاروق صبري

في حياة الكاتب والمنتج فاروق صبري رئيس غرفة صناعة السينما الذي وافته المنية أمس الكثير من الحكايات والمواقف الطريفة، وفي فيلمه "فندق السعادة" حكاية من نوع خاص تحدث عنها قبل وفاته بسنوات قليلة، قال فاروق كتبت فيلم "فندق السعادة" لإنقاذ المخرج الراحل فطين عبد الوهاب.

 لأنه كان صديقى وشقيقى؛ في إحدى السهرات بمنزل فطين، كانت معه فنانة كبيرة وشقيقتها، قال لها "تتجوزينى" فى نهاية السهرة، وقال للمساعد "انزل شوف مأذون دلوقتى"، فقال له: "يا أستاذ دى الدكاكين قفلت، إحنا الفجر"، فقال له اتصرف، المهم كتب الكتاب، واستيقظ اليوم التالى من النوم لقى واحدة جنبه، آخر النهار جاء لى، وقال "مش عايز أظلمها معايا"، لذا اتفقنا ننفصل في هدوء، لكن والدتها سيدة "متوحشة" لن تتركنى، أعتقد كانت من الغجر.

 وخاف منها لأنها كانت تريد أن تأخذ الشقة التى لا يملك سواها، لذا فكرت في كتابة هذا الفيلم ونسافر لبنان، ويطلقها فى السفارة، فأنقذته، وكنت شاهدًا على الطلاق؛ هذه قصة كتابة "فندق السعادة"، لإنقاذ أخويا فطين عبد الوهاب من البهدلة، وتولى حراسة البيت "سامي" شقيق المنتج الكبير الشهير عباس حلمى، ولولاه كانت والدة الفنانة الشهيرة استولت على الشقة.

من بين حكايانه مغامراته مع النجوم بمنحهم فرصة البطولة الأولى لأعماله وكان من بينهم يونس شلبي الذي قدمه كبطل في فيلم "4-2-4" فقال : كثيرون نصحونى ألا أقدم على تلك الخطوة، لكننى أصررت عليها، وقدمت يونس شلبى كبطل في فيلم "4-2-4"، وكان أول عمل سينمائى يكشف ما يجرى من كواليس كرة القدم ويتحدث عنها، مع المخرج محمد عبدالعزيز؛ أذكر أن يونس الله يرحمه كان أجره وقتها 500 جنيه، وحينما أبلغته بالبطولة كان "هيغمى" عليه من الفرحة، هذا الفيلم كشف كواليس مبارايات كرة القدم بصورة كوميدية موجعة، الجماهير كانت تحيى يونس شلبى وسمير غانم، كأنهما لاعبى كرة القدم فعلًا، وهذا الفيلم يحمل لى العديد من الذكريات الجميلة.

كما قدمت سهير رمزى فى بطولة نسائية مطلقة فى فيلم "رحلة الأيام" فى أرقى أنواع الرومانسية، مع سمير صبرى وكان معهما عماد حمدى، ويونس شلبى، ونبيلة السيد، وإخراج بركات، وكذلك قدمت مع نور الشريف فيلم "الظالم والمظلوم" إخراج حسام الدين مصطفى، ومع نفس المخرج قدمت فيلم "كلمة شرف"، وعملت مع كل هذا الجيل من النجمات مثل: نجلاء فتحى، وميرفت أمين وغيرهما، ولم أقدم خلال مشوارى فى السينما إلا الكوميديا الهادفة، كلها كانت أفلام مواقف، وكنت أتعامل مع الممثل الصغير مثل الكبير؛ لأن المعيار لدىّ كان الموهبة فقط، وأثبتت الأيام حقيقة مبادئى.

وعن فيلم "الظالم والمظلوم" قال فاروق صبري: نور الشريف لم يكن أقدم على تلك التجارب من قبل، لذا أعتبره نقلة فى حياته، جسّد دورى الأب والابن، أحببت نور الشريف جدًا؛ لأنه فنان ذكى ومثقف من يومه، وفى هذا الفيلم رأيت لأول مرة الفنان الكبير الراحل حسن حسنى، الذى صار صديقًا فيما بعد، كنا نصور فى المعادى، وحدث موقف طريف، فقد جاء نور الشريف بملابس رثة، والبواب منعه من دخول العمارة، فقال له أنا نور الشريف، من وقتها قلت هذا الفيلم "نجح" قبل أن أبدأ التصوير؛ لأن الناس لم تعرفه.

كما كانت له حكاية مع دريد لحام في فيلم "فتاة من الهيبز" تحدث عنه صبري قائلا : صورنا الفيلم في بيروت، بطولة دريد لحام، ونهاد قلعي، وهويدا ابنة صباح، تأليف عبد الحى أديب، لم يكن إنتاجى، بل إنتاج صبحى النورى، كان مهذبًا جدًا، وتدخلت لكى يقدم فيلمًا لـ"دريد" و"نهاد"، لكن دريد رفض السيناريو، فأجريت بعض التعديلات على السيناريو، لكنه رفضه ثانية؛ لأن المساحة متساوية فى الدورين بينه وبين نهاد، فجلست مع دريد بمفرده، وقلت له "هاختصر لك المسافة، العيب فى هذا المسافة، أنا مهانش على إن نهاد يكون فراش بالنسبة لك، لأننى شايف أنه لا يقل عنك، حرام تدفن موهبة هذا الرجل، ولو استمررت على ذلك، سأنتج فيلمًا له بمفرده"، فوافق على التصوير، ثم عرف نهاد من المنتج ما حدث بيني وبين دريد، فوجئت به يأتى لى الفجر فى غرفتى، وبمجرد أن فتحت له الباب، بكى وقال لى: "أنت أول حد يواجه دريد بالحقيقة"، وظل يدعو لى، وأعطانى "قلمين" دهب، وهذا الفيلم نجح نجاحًا كبيرًا، وبعد هذا الموقف صار دريد صديقًا لى، وكذلك نهاد الله يرحمه، وحينما كنت أذهب سوريا أزورهما.

وعن عدم تعاونه مع النجمات الراحلات سعاد حسني وفاتن حمامة قال عن سعاد: كانت موهبة كبيرة الله يرحمها، التقيت بها مرات عديدة، لكن لم نتقابل فنيًا، كان نفسى بلا شك أشتغل معاها، وفى إحدى الزيارات للندن مع صديق عربى، حيث كانت تتواجد للعلاج وقتها، ولم أتمكن من رؤيتها، لكنها قابلت ابنى الذى كانت تعرفه، وقالت له: "سلم لى على بابا، ولا تقل له إنك رأيتنى"، هذا الموقف أثر فىَّ جدًا، لدرجة أن ابنى هو الذى منعنى من العودة لرؤيتها..وقال عن فاتن : كانت تجمعني بها صداقة كبيرة، كانت تقول لى إن أفلامك تضع يدنا على الجرح الذى لا نستطيع مواجهته فى الحياة، الله يرحمها كانت فنانة وإنسانة عظيمة.

 كما كانت البطولة الأولى للنجمة لبلبة مع فاروق صبري من خلال فيلم "البعض يذهب إلى المأذون مرتين" وعنه تحدث صبري : هذه أول بطولة لـ "لبلبة"، ولم تنس لى هذا، وقالتها كثيرًا، وقدمنا مشاكل زوجية من الحياة، كانت كواليسه رائعة، استمتعت فيه بالعمل مع المخرج محمد عبد العزيز؛ الفيلم لامس مشاكل كثيرين أبرزتها بأسلوب جعل المشاهد يستمتع ويفكر، وسمير غانم كان الأستاذ فى الفيلم، طلع "الخيبان" فى الآخر، أنا أول سيناريست فى مصر، ربما أكون فى العالم يبتدع فكرة تجعل ضيوف الشرف أبطالًا، وهذا ما فعلته في "البحث عن فضيحة".

كما تعاون مع شمس البارودي في أخر أفلامها "2 على الطريق" الذي قام ببطولته عادل إمام وشمس البارودى، وقال عنه فاروق : كان من آخر أفلامها قبل الإعتزال والحجاب، تم تصوير هذا الفيلم فى اليونان، وحسن يوسف كان مخرجًا للفيلم ولم يمثل فيه، وشمس قالت لى: "بفكر أعتزل"، فضحكت وقلت لها: "اعتزلى بعد الفيلم"، كانت ممثلة جميلة ودمها خفيف، بمناسبة حسن كمخرج كان لطيفًا جيدًا، وتعاونت معه كممثل فى فيلم "رحلة لذيذة"، واستمتعت بالعمل معهما، أما فيلم "ممنوع في ليلة الدخلة" فقد قال عنه فاروق صبري : كان فيلمًا جميلًا جدًا، بكل ما فيه من كواليس وذكريات، وتم تحويره فى أكثر من فيلم فى الفترة الأخيرة، دون ذكر أسماء هذه الأفلام، خاصة أن أفلامى أصبح يتم تحوير أسمائها.

ويقام مساء اليوم عزاء المنتج والسيناريست الكبير فاروق صبري في مسجد الشرطة الشيخ زايد.، وفاروق صبري كاتب ومنتج مصري، قام بكتابة العديد من الأفلام السينمائية منذ منتصف الستينيات، منها: “البعض يذهب للمأذون مرتين، خلي بالك من جيرانك، إحنا بتوع الأوتوبيس، اقتل مراتي ولك تحياتي”،باﻹضافة للكتابة فهو شريك أساسي في شركة الأخوة المتحدون، آخر أعماله فيلم الظالم والمظلوم الذي طرح في السينمات عام 1999 بطولة الفنان الراحل نور الشريف والعديد من نجوم السينما المصرية منهم الفنانة إلهام شاهين وحسن حسني وجمال إسماعيل ويوسف داوود وفاروق نجيب وإخراج حسام الدين مصطفى.

 

ترشيحاتنا